التمثيل بالحواس والذاكرة: أسرار الأسلوب الواقعي
أسلوب التمثيل العاطفي (طريقة التمثيل)
يُعد أسلوب التمثيل العاطفي، المعروف باسم "طريقة التمثيل"، من أكثر تقنيات التمثيل شهرة وانتشارًا بين الممثلين. عندما يُذكر هذا الأسلوب، غالبًا ما يتبادر إلى الأذهان أسماء مثل هيث ليدجر ومارلون براندو، الذين عُرفوا بتقمص أدوارهم بشكل عميق حتى أن شخصياتهم أحيانًا تؤثر على حياتهم خارج الشاشة. ورغم أن البعض يربط هذا الأسلوب بالمبالغة في الاندماج، إلا أن طريقة التمثيل تتضمن عناصر وتقنيات دقيقة سنتناولها في هذا المقال، إلى جانب أمثلة لممثلين استخدموها لتقديم أداء استثنائي.
ما هي طريقة التمثيل؟
طريقة التمثيل هي تقنية تم تطويرها في خمسينيات القرن العشرين على يد الممثل والمُدرّس "لي ستراسبيرج"، الذي استلهم منهجه من نظام ستانيسلافسكي الشهير، وأضاف إليه عناصر جديدة بالتعاون مع رواد مثل ستيلا أدلر وسانفورد ميسنر.
تهدف هذه الطريقة إلى الوصول إلى أداء واقعي نابع من مشاعر صادقة، حيث يُظهر الممثل انفعالاته الجسدية والعاطفية بشكل طبيعي وغير مصطنع.
العناصر الأساسية لطريقة التمثيل
تعتمد هذه التقنية على خمس أدوات رئيسية:
-
الاستبدال (Substitution):
وهي استخدام الممثل لتجاربه الشخصية المشابهة لما تمر به الشخصية التي يؤديها، ليتمكن من استحضار مشاعر حقيقية خلال المشهد. -
"كما لو" (As if):
يعتمد على خيال الممثل في تصور الموقف "كما لو" كان يعيشه فعلًا، دون الحاجة لتجربة سابقة. -
ذاكرة الإحساس (Sense Memory):
وهي استخدام الحواس في استرجاع مشاعر وتجارب محددة لتحفيز حالة شعورية معينة أثناء الأداء. -
الذاكرة العاطفية (Emotional Memory):
تعتمد على استحضار الممثل لمواقف عاطفية حقيقية أو متخيلة لإضفاء العمق على الأداء التمثيلي. -
عمل الحيوان (Animal Work):
تقنية يستوحي فيها الممثل صفات وسلوكيات حيوان معين لبناء ملامح جسدية ونفسية للشخصية التي يؤديها.
الخلفية التاريخية
ترجع جذور طريقة التمثيل إلى نظام ستانيسلافسكي، الذي ظهر في روسيا أوائل القرن العشرين، وكان يركّز على تحليل النص وبناء دوافع منطقية لكل فعل تقوم به الشخصية.
في الولايات المتحدة، طوّر لي ستراسبيرج هذه الطريقة ضمن "مسرح المجموعة" في نيويورك عام 1931، وواصل تعليمها لمئات الممثلين، حتى أصبحت واحدة من أقوى المدارس في الأداء التمثيلي الواقعي. ورغم الخلافات بينه وبين روّاد آخرين مثل ستيلا أدلر وسانفورد ميسنر، إلا أن كل منهم أضاف بصمته الخاصة على النظام الأصلي.
ممثلون اشتهروا بأسلوب التمثيل العاطفي
-
لي ستراسبيرج:
مؤسس الطريقة، اشتهر بتدريسه أكثر من تمثيله، إلا أنه عاد للأداء في فيلم The Godfather: Part II عام 1974، وحاز على ترشيح لجائزة الأوسكار عن دوره المساند. -
مارلون براندو، آل باتشينو، روبرت دي نيرو، هيث ليدجر:
جميعهم تبنّوا هذا الأسلوب بدرجات متفاوتة، واستطاعوا من خلاله تقديم شخصيات معقدة وغنية بالمشاعر، ما جعل أداءهم خالداً في ذاكرة السينما.
تعليقات
إرسال تعليق