مسرح "Atlantic Theater Company" في نيويورك يُعد منصة للعديد من العروض الشهيرة خارج برودواي، وبعضها ينتقل إلى برودواي، مثل المسرحيات الموسيقية الفائزة بجائزة توني "The Band’s Visit" و"Spring Awakening". إلى جانب ذلك، هو أيضًا مدرسة لتعليم التمثيل تُدرس تقنية "الجماليات العملية" (Practical Aesthetics) في الأداء التمثيلي.
تتذكر ماري مكّان، المديرة التنفيذية لمدرسة التمثيل Atlantic Acting School، تجربتها في تعلم تقنية "الجماليات العملية" عندما كانت في بداياتها. كانت طالبة في جامعة نيويورك في أوائل الثمانينيات عندما خضعت لتجربة أداء أمام الكاتب المسرحي ديفيد ماميت والممثل ويليام إتش. ميسي. خلال هذه الفترة، درّسا لها ولعدد من زملائها الطلاب تقنية الجماليات العملية التي كانا يعملان على تطويرها. ومن ثم قام ماميت وميسي مع الطلاب بتطوير هذه التقنية وأسّسوا "Atlantic Theater Company".
مبادئ تقنية الجماليات العملية
تصف أنيا سافير، التي تُدرس في مدرسة التمثيل منذ حوالي 20 عامًا، تقنية "الجماليات العملية" بأنها طريقة مميزة وعملية للتعامل مع التمثيل. فهي ليست فقط منهجًا دقيقًا يمكن تنفيذه، لكنها أيضًا فلسفة لصناعة المسرح تعتمد على تقاليد العمل الجماعي. سافير، مثل مكّان، تعلمت هذه التقنية من الأعضاء المؤسسين للشركة عندما كانت طالبة في جامعة نيويورك.
ترتكز التقنية على مبدئين رئيسيين: 1) التفكير قبل التمثيل، و2) التمثيل قبل التفكير. هذا النهج يتم تفصيله في مجموعة من الأسئلة الأساسية التي ترتبط بمفاهيم الفعل واللحظة.
إذا تمكنت من الإجابة على هذه الأسئلة الثلاثة، ستتعلم كيف تمثل. يبدو الأمر بسيطًا وعملانيًا في البداية، لكن كلما عُدت إلى هذه الأسئلة الفلسفية، تكتشف أنه نهج متعمق لصياغة الشخصية والرواية".
لاحقًا، تحولت الأسئلة الثلاثة إلى أربعة، وأصبحت الآن جزءًا من تحليل النص الذي يُمثل جانب "التفكير قبل التمثيل" في التقنية. توضح مكّان أن هذا التحليل يسهم في استكشاف الظروف المحيطة بالشخصية، والبحث العميق في النص، وفهم الشخصية بشكل كامل، ما يسمح للممثل باتخاذ خيارات أدائية تعزز القصة.
الأسئلة الأربعة هي:
1. ما الذي تفعله الشخصية فعليًا؟
2. ماذا تريد الشخصية من الشخصية الأخرى في المشهد أن تفعله؟
3. كيف يعمل الممثل لتحقيق هذا الهدف على المسرح؟
4. "كما لو": كيف يرتبط هذا الموقف شخصيًا بالممثل؟
المرحلة التالية هي "التمثيل قبل التفكير"، وهي تعتمد على تمارين مستمدة من تقنيات سانفورد ميسنر، وتهدف إلى اكتشاف صدق اللحظة التمثيلية. تضيف مكّان: "نرغب أن يخرج الجمهور من المسرحية وهم يتحدثون عن القصة ورحلة البطل وما مر به من تحديات، بدلاً من التركيز فقط على أداء الممثل".
تشير مكّان إلى أن هذه الطريقة ليست فقط تقنية موجهة للكتاب المسرحيين، بل يمكن أن تكون أيضًا وسيلة لتبسيط وفهم عملية التمثيل.
تعليقات
إرسال تعليق